يستحق المشاهدة (The Pursuit of Happyness)
- ميسرة صلاح الدين
- Jun 10, 2015
- 4 min read

فيلم (السعي للسعادة) الذي تم عرضه في صالات السينما في أواخر عام 2006م، هو أول الأفلام التي سنرشحها لكم في قائمة (أفلام تستحق المشاهدة). فهيا بنا نستعرض لكم أسباب ترشيحنا لهذا الفيلم إليكم.
قصة الفيلم مستوحاة عن قصة حقيقية لرجل أعمال أمريكي ناجح (كريس غاردنر)، وقد اختار كاتب السيناريو (ستيفان كونارد) أن يستعرض فصلا من حياة (غاردنر) حين انتقل من النجاح المحدود إلى قاع الإحباط والهزيمة، وكيف عاد ليخطو على سلم النجاح من جديد. قصة رائعة تجسد مجموعة من الأفكار والصراعات التي تواجه معظمنا بصورة يومية، لكن بطلنا هنا - (كريس) الذي يؤدي دوره (ويل سميث) – يواجهها بصورة ساحقة وأكثر عنفًا في مدينة من مدن أمريكا التي لا تعرف الرحمة وفي مجال المجالات التي يصعب البروز فيها. صراعات (كريس) بين الحفاظ على العائلة وتوفير المال والمأوى وبين البحث عن عمل يوازي قدراته وإمكانياته وتحقيق ذاته. الفيلم مليء باللحظات الإنسانية والتنقلات بين الفرح والحزن والاكتئاب والضحك معاً . [if !supportLineBreakNewLine] [endif]طاقم العمل

الممثلون الأساسيون:
ويل سميث
(كريس غاردنر)
جايدن سميث
(كريستوفر الابن)
الممثلون المساندون:
ثاندي نيوتن
(ليندا غاردنر)
بريان هاوي
(جاي تويستل)
المخرج:
غابرييل موتشينو
كاتب السيناريو:
ستيفان كونارد
الموسيقى التصويرية:
أندريا غيرّا
المنتجون:
ويل سميث، تود بلاك، جايسون بلومنثال، جايمس لاسيتر، ستيف تيسش
عناصر الجمال والمتعة في هذا الفيلم أو يمكن أن نقول لماذا دخل هذا الفيلم في قائمتنا للأفلام التي ننصح بمشاهدتها، ربما تكون الأسباب والدوافع كثيرة جديدة وربما يكتفي البعض بسبب واحد هو أن بطل هذا الفيلم هو النجم المحبوب (ويل سميث) – وهو بالتأكيد سبب وجيه – لكننا هنا سنستعرض العناصر الأهم التي تجعل من الفيلم تجربة سينمائية فريدة وممتعة لمشاهديه وإليكم إياها:
المشاعر الإنسانية القوية
الفيلم في قصته يحتوي مجموعة مركبة من المشاعر الإنسانية التي يعكسها بكل قوة، فأنت كمشاهد ستجد نفسك متعاطفًا مع البطل، ومتفاعلا مع الأحداث، بينما تنتابك مجموعة متباينة من المشاعر تتناوب عليك. فمن المؤكد أنك ستحظى بلحظات يغشاك فيها الغضب أوالحزن أوالإحباط تارة، والأمل والحلم والسعادة والرضا تارة أخرى. وقد تتداخل هذه المشاعر مع اللحظات المختلفة. فربما تفر منك دمعة حزن في لحظة بهيجة أو تجد نفسك تضحك من القلب لموقف طريف في لحظة حزينة. السر يكمن في أن قصة الفيلم المستوحاة من واقع الحياة وما تناقشه يلمسك فعليا.

التجسيد البارع
بالطبع لم تكن هذه المشاعر لتتمكن من الوصول إلينا كمشاهدين ما لم يكن التجسيد بارعًا بالفعل، أداء (ويل سميث) وجاذبيته لا يعلى عليهما. لقد قام بتجسيد الأحاسيس وعكسها في كل تعبيراته وسكناته حتى أنك تفهم ما يفكر فيه دون أن تسمع صوتاً داخليًّا ينقل تفكيره ولا ينتقص منه أن لم ينل جائزة الأوسكار في حينها رغم أن ترشح لها بسبب أداءه المقنع فيها. وهذا التجسيد لم يقل عنه براعة أداء ابنه –ذي الثمانية أعوام حينها- (جايدن سميث) ، كان مفعما بالعفوية والتلقائية والتعبير الممتاز. أداء جعل المشاهدين يقتنعون بأن جايدن في الخامسة فعلا وقد ساعده في ذلك هو قصره وصغر حجمه ما جعله مناسبا للدور رغم فارق السن غير القليل بالنسبة لتلك الفئة العمرية.

العلاقة بين الابن وأبيه
يعتبر الكثيرون – ولهم الحق في ذلك – أن سر جاذبية الفيلم تكمن في العلاقة التي تم تجسيدها بين الأب وابنه. الفيلم يبين العلاقة في فترة وجود الأم وبعد اختفائها، وفي فترات الشدة والرخاء، وكيف يضحي الآباء في سبيل راحة أبناءهم، وكيف أن الإنسان يتعلم من خلال تربيته لابنه وتفاعله معه. الكيمياء الرهيبة في الأداء بين ويل وابنه جايدن ساعدت على تقوية الأداء في المشاهد التي جمعتهما وجعلتها أكثر تأثيرًا وعمقًا؛ حتى أنه من غير المبالغة أن نقول إن أجمل مشاهد الفيلم هي المشاهد التي جمعتهما معاً. المشاهد الذكية والتي استفادت من بساطتها أنها حملت كمًا من المواقف التي لابد وأن واحدة منها على الأقل قد مرت بكل منا في تجربته مع أبيه أو ابنه.


الرحلة بين الحلم والأمل
من أجمل ما في الفيلم أيضًا، أنه لا يقف على الرحلة فقط بين السقوط والنهوض من جديد . أنت كمشاهد تظل طوال الفيلم وحتى في أحلك اللحظات تشعر ببصيص الأمل الذي يتمسك به (كريس) وتعيش معه اللحظات الحالمة مع كل انفراجة تحصل له. المحافظة على هذا الخيط كان هو القوام الذي حفظ للفيلم ترابطه ونسيجه ويجعل المشاهد في حالة ترقب وانتظار حتى لحظة النهاية بحثًا عن السعادة التي يسعى إليها (كريس) ونسعى لها نحن أيضًا.

مزيج الطرافة والحزن المحكم
ليس فقط لأن ويل سميث نجم كوميدي من الطراز الأول، ولكن المخرج والمؤلف قد استطاعا توظيف المواقف الطريفة في القصة وتوزيعها على الأحداث بصورة مدورسة ومتناسبة وقد استفادا بالطبع من قدرة ويل سميث على عكس الانفعالات الطريفة خلال التمثيل ومن التعبير بالملامح فقط. كذلك لم يكن الفيلم مفرطًا في الوقوع في الحزن، بل كان يمر بها مرور لطيفًا يجعلك تستشعرها دون أن تقبع في هذه المشاعر لفترة طويلة تجعلك تخرج من الفيلم بحالة من الكآبة. بالعكس فإن الفيلم ارتبط لدى الكثير ممن شاهده بخفة الدم والطرافة والمشاهدة المسلية والممتعة.

الموسيقى التصويرية
من أقوى عناصر الجمال في هذا الفيلم هو موسيقاه التصويرية والتي قام بتأليفها الملحن الإيطالي (أندريا غيرَّا) ، الموسيقى بسيطة وهادئة ومعبرة. طوال الفيلم تتفاعل مع الأحداث، تتصاعد مع وتيرتها وتنخفض. الموسيقى كانت هي العنصر المكمل لأداء الممثلين في سرد ما لا يحكى إلا صمتا. كانت موسيقاه مليئة بالشغف والإدراك . كانت شفافة وكانت مرآة تعكس المشاعر. نحن نعترف أن الموسيقى لها دور كبير في التأثير على المشاهد في تقبل الأحداث والتعايش معها، وهذا ما نجح فيها (أندريا) بالفعل. استمع إلى هذه الموسيقي الرائعة من هنا.
يستحق المشاهدة: بنسبة 100% حتى لوكنت من غير محبي الأفلام الدرامية الواقعية أو أفلام السيرة الذاتية. هل يستحق إعادة المشاهدة؟ بكل تأكيد فالتسلية وتجدد المشاعر الذين تجدهما في هذا الفيلم يجعلانه قابلا للإعادة مرات ومرات
شاهد الفيديو التشويقي (التريلر) لهذا الفيلم أدناه
Comments